قالت الشرطة العراقية إن مهاجما انتحاريا قاد شاحنة ملغمة مقتحما قرية أغلب سكانها من
الأكراد بشمال
العراق قبل فجر اليوم الخميس مما أسفر عن مقتل عشرين قرويا وتأجيج التوترات العرقية في هذه المنطقة المضطربة.
ووقع الانفجار في قرية وردك على بعد نحو 390 كيلومترا شمالي بغداد وأصيب فيه 27 شخصا ويبدو أنه جرى تدبيره لإذكاء التوترات العرقية بين الأكراد والعرب في حين ينخرط ساستهم في نزاع مرير بشأن مطالبات بالأراضي والنفط.
وأوضحت الشرطة أن نساء وأطفالا كانوا من بين القتلى وأن 25 منزلا على الأقل لحقت بها أضرار أو دمرت.
وذكرت الشرطة أن مهاجما آخر يقود شاحنة ملغومة حاول تنفيذ تفجير ثان لكن قوات البشمركة الكردية المحلية فتحت النار وقتلته قبل أن يصل إلى مشارف
القرية.
وتقع وردك على بعد ثلاثين كيلومترا شرقي مدينة الموصل المضطربة بشمال العراق في محافظة نينوى التي يتخذ منها متمردون عرب سنة مثل تنظيم القاعدة وأعضاء سابقون بحزب البعث المنحل ملاذا بعد أن طردوا من معاقل سابقة في بغداد وغرب العراق.
ويقول مسؤولون أميركيون إن المقاتلين يسعون بشكل متزايد للوصول إلى سبل لمهاجمة الأكراد في المناطق مختلطة الأعراق بشمال العراق في محاولة لإذكاء العنف العرقي بينهم وبين العرب في وقت يشهد توترات متزايدة بشأن النزاعات على الأراضي.
هدف التفجيرات
وقال يحيى محجوب عضو مجلس محافظة نينوى إن "الهدف النهائي لهذه التفجيرات هو قتل جميع العراقيين وليس العرب أو الأكراد بل الجميع".
وأضاف "يريدون إثارة الاضطراب وزرع بذور الانقسام بين العراقيين، لن نقبل هذا".
وقال إن أحزابا سياسية معينة في نينوى تقف وراء التفجيرات غير أنه أحجم عن تحديد أي منها بالاسم.
وكثيرا ما يتبادل العرب والأكراد بالمحافظة اللوم بعد التفجيرات.
|
رجال شرطة يفتشون سيارة وسط بغداد (الفرنسية)
|
تبادل اتهاماتوفي محافظة نينوي الأكثر عنفا بين المحافظات العراقية ازدادت هوة الخلاف اتساعا بسبب مشاحنة بين المحافظ العربي أثيل النجفي وأكراد في محافظته يهددون بتقسيم المحافظة إلى اثنتين.
ويتهم الأكراد أثيل -وهو بعثي سابق- وتحالف الحدباء الذي يقوده بغض الطرف أو الدعم النشط للمتشددين الذين نفذوا عشرات التفجيرات وحوادث إطلاق الرصاص المميتة في الأشهر الأخيرة.
وقال هالو محمد (41 عاما) -وهو موظف حكومي بمدينة السليمانية الكردية-"هناك أياد خارجية وراء هذا التفجير تريد إبادة جماعية جديدة ضد الأكراد".
وأضاف "الحدباء لم يفعل شيئا سوى القتال ضد الأكراد". ورفض مسؤول مقرب من الحدباء هذا الاتهام.
وقال أسامة النجيفي وهو برلماني عراقي وشقيق أثيل إنه من المخزي اتهام الحدباء، وقال إن هذا الاتهام ينبغي أن يوجه إلى أولئك المسؤولين عن الأمن في المنطقة وقال هذه ليست المرة الأولى التي يقع فيها انفجار في منطقة تسيطر عليها البشمركة.
وفي المحمودية إلى الجنوب من بغداد قالت الشرطة إن قنبلتين مزروعتين على جانب الطريق انفجرتا في سوق شعبية مما أسفر عن مقتل أربعة وإصابة 29 آخرين لتنتهي أسابيع من الهدوء في البلدة التي يعيش بها مزيج من السنة والشيعة.
وفي وقت لاحق انفجرت قنبلتان مزروعتان على طريق في سوق بمدينة الحلة جنوب العراق فقتل اثنان وأصيب 18 بجروح.