samar
عدد المساهمات : 29 نقاط : 111147 تاريخ التسجيل : 10/09/2009
| موضوع: البترول.. كلمة السر في الأزمة بين سويسرا وليبيا الجمعة سبتمبر 18, 2009 9:02 pm | |
| عبد الباسط المقرحي ماجدة طنطاوي تكتب من چنيف:
مازالت المشكلة مستمرة بين سويسرا وليبيا بسبب المعاملة التي لقيها ابن الزعيم الليبي هناك فقد وضعت ليبيا سويسرا في موقف مهين مجدداً بعدما اضطر الرئيس السويسري هانس رودولف ميرتس الي زيارة ليبيا للاعتذار عن قيام سلطات بلاده باعتقال »هانيبال« ابن الزعيم الليبي معمر القذافي وزوجته اثناء وجودهما في سويسرا بتهمة اساءة معاملة خادمين لديهما.. ولم تدرك سويسرا انها وقعت في المحظور.. الرئيس السويسري ذهب بنفسه واعتذر علناً حتي لا تقطع ليبيا امدادات النفط عن بلاده كما طالب ليبيا بالافراج عن سويسريين احتجزتهما ليبيا منذ العام الماضي.. وفي ليبيا تلقي »ميرتس« تلميحات بأن »شيئاً« ما سيحدث بشأن هؤلاء الرهائن قبل نهاية اغسطس.. وعاد »ميرتس« ليبشر شعبه بقرب الافراج عن المحتجزين ـ لكن ليبيا لم تفعل ذلك.. وقالت انها لم تقل انها ستفرج عنهما ولم تعد بذلك ابداً.. كما اكد نائب وزير الخارجية الليبي خالد قاسم علي ان المدعي العام الليبي هو الوحيد الذي تعود له صلاحية اتخاذ القرار بشأنهما.. واعرب عن امله ان يتخذ القرار بشكل سريع وان يكون »لصالح السويسريين«.. كما توقع قاسم تأخر تطبيق الاتفاق الموقع بين ميرتس والقذافي في طرابلس بعض الشيء موضحاً ان الامر سيستغرق بعض الوقت لتطبيع العلاقات ليس لأسباب سياسية بل لأسباب تقنية وتعليقاً علي حادثة اعتقال هانيبال القذافي وزوجته في جنيف قال قاسم ان المشكلة لا تتمثل في كون الشرطة السويسرية ارادت استجواب نجل القذافي.. بل في الطريقة التي تمت بها العملية.. اذ اشار الي ان إلقاء القبض لا يتم بالرشاشات والمدرعات وباعتقال أب وأم أمام طفلهما الذي يبلغ من العمر ٣ سنوات. في الوقت نفسه تجمع أمام قصر الامم المتحدة في جنيف عشرات المواطنين والنواب البرلمانيين للتعبير عن قلقهم ازاء التباطؤ في الافراج عن المواطنين المحتجزين في ليبيا منذ ٢١٤ يوماً.. وطالبوا في هذه المظاهرة السلطات الليبية بتحمل مسئولياتها بعد الاتفاق الذي وقعه الرئيس السويسري في طرابلس. ويقول خبير شئون الشرق الاوسط ارنولد هوتينجر والذي يدرك جيداً تاريخ العلاقات السويسرية الليبية وتقلباتها ان ليبيا قد حصلت الآن علي اليد العليا بسبب رفع المقاطعة الخانقة عليها من جهة ولاستيراد سويسرا للنفط الليبي بقيمة اكثر من ٦.١ مليار فرنك سويسري »٥.١ مليار دولار« سنوياً من جهة أخري. ويوضح هوتينجر ان اهمية العلاقات بين سويسرا وليبيا ازدادت مع تزايد اهمية النفط الليبي.. فقد اراد الليبيون الابتعاد عن القوي الاستعمارية السابقة والبحث عن علاقات مع غيرها من الدول التي لم تكن مثقلة بماض سياسي.. وهكذا تطورت العلاقات الاقتصادية واصبحت لليبيا مصالح اقتصادية في سويسرا.. ويلعب النفط دوراً اساسياً في هذه العلاقات.. فهناك مصفاة تهيمن عليها العاصمة الليبية.. ويأتي النفط الليبي إلي هذه المصفاة وهذه هي العلاقة التجارية الاساسية. وانتقد »هوتينجر« طريقة تعامل سويسرا مع قضية »هانيبال« وزوجته وقال: لا يمكن القول بأن هذه القضية تمت معالجتها بشكل غير مشروع ولكن نقول ببطء.. وقد وقعت حادثة سابقة مرتبطة بهانيبال خلال زيارته لفرنسا في عام ٥٠٠٢ حيث تم تغريمه وحكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ لاشهاره مسدساً وضرب صديقته الحامل في فندق بباريس.. ومر هذا بدون ضجيج كبير.. لذلك قال الليبيون بخصوص حادثة هانيبال في جنيف اذا اراد السويسريون القيام بضجيج فسنحدث ضجيجاً مماثلاً بدورنا.. واوضح هوتينجر ان سويسرا طبعاً هي التي ستخسر اكثر من هذه المواجهة.. لأن ليبيا لم تعد تواجه مقاطعة من جهة ما.. لقد كانت سويسرا اكثر اهمية لليبيا طالما كانت هناك المقاطعة والعقوبات.. اما الآن فسويسرا هي التي سوف تخسر اكثر. يذكر أن أول رجل أعمال سويسري وضع قدمه في ليبيا في نهاية القرن التاسع عشر.. وقد اعلنت ليبيا استقلالها في ديسمبر من عام ١٥٩١ والذي تم الاعتراف به علي الفور من قبل سويسرا. وقد قام محامون سويسريون بالمساعدة في صياغة الدستور الليبي.. ومع اكتشاف النفط في عام ٩٥٩١ دخل العديد من الجيولوجيين والفنيين والمستشارين السويسريين الي ليبيا.. وتمثل ليبيا ثاني اكبر شريك تجاري لسويسرا في قارة إفريقيا.. وهي توفر مايزيد علي ٠٤٪ من واردات سويسرا من النفط الخام.
| |
|